بداية لابد من تهنئة
الفريق الكتلوني، وعشاقه على تخطيه دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا
وتكرار فوزه على مانشستر سيتي 2-1 في الكامب نو ليحجز بطاقة الانضمام إلى
الثمانية الكبار في أوروبا، وكأن الفريق أراد أن يكرر مشهد لقاء ستاد
الإتحاد يوم فاز بهدفين نظيفين، فمن مفارقات الفوزين ان هدفي برشلونة
سجلهما ميسي وداني الفيس.
ولكن، والمهم وما أود الحديث عنه أن الفوز
مساء الأربعاء هو إدانة لفريق برشلونه ومدربه بعد العرض القوي الذي قدمه
الفريق، وكل نجومه، لأنهم بالفعل كانوا نجوماً وعلى رأسهم الرسام انيستا،
وفي مؤخرة الركب البرازيلي نيمار، ليسجل الفريق فوزاً مستحقاً ويؤكد علو
كعبه، وارتفاع هامته ليس على الساحة المحلية-الاسبانية- فحسب بل على الساحة
الأوروبية أيضاً، والفوز في الوقت نفسه إدانة للفريق بعد أن فشل في تخطي
فرق متواضعة في الليجا، دفع ثمنها باهظاً فخسر الصدارة وقدمها على طبق من
ذهب لمنافسه وغريمه التقليدي ريال مدريد، بعد خسارة ميسي ورفاقة من فريق
بلد الوليد الذي يحتل المركز السابع عشر! ولكن مع ذلك انتزع منه فوزاً
ثميناً، في يوم اسود لعشاق البرسا.
فإذا كان الفريق بهذه القوة والشخصية
القوية ولا زال صامداً لم ينهار كما روج منافسوه ما سبب ظهوره الباهت في
المباراة الأخيرة في الدوري بل المعيب بحق النادي وتاريخه ومكانته
وانجازاته، ومن يتحمل المسؤولية، هل المدرب الذي يسعى لخلق صف ثان بالفريق،
ويؤسس لفريق شامل لايهبط ولايختلف مستواه بغياب اي لاعب؟ وهل بالفعل يمكن
الوصول لهذه التركيبة وهذه الخلطة السحرية باي فريق بالعالم بأن لايتأثر
بغياب اي من نجومه؟ وهل نحن بالفعل مقدمون على فلسفة كروية حديثة تلغي قيمة
النجم بالفريق؟ أظن ذلك صعب، فالنجم يبقى نجماً ويفترض ان يترك اثراً
بغيابه، وإلا لهبطت بورصة النجوم، وتطايرت المليارات التي تدفع لكوكبة
ونخبة من النجوم.
أم أن لاعبو البرسا يتحملون مسؤولية
سقوطهم المحلي، وخروجهم بهذه الصورة المهينة لهم ولفريقهم العملاق الذي
اصبح قزماً اما فرق مغمورة، وقد يغضب مني عشاق الفريق الكتلوني ولكن هي
حقيقة الفريق اهدر نقاط ثمينه امام فرق مغمورة، ولولا هذه الخسائر لكان
اليوم مغرداً بالصدارة خارج السرب، ولما اعطى الفرصة لغريمه التقليدي
الريال ولا لاتليتكو مدريد بالتقدم عليه ووضعه في موقف محرج وزاوية ضيقة.
فالفريق بما قدمه من مستوى يؤكد انه هناك
سبباً ما كان وراء الخسائر المتلاحقة والتي تجرعها الفريق محلياً، ويجب
الوقوف عندها، ومعالجتها قبل تفشيها وتفاقمها، وقبل ان تنال ما تبقى من
هيبة الفريق وقامته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق