لم تعد الأخطاء التحكيمية في الدوري الاسباني مجرد
هفوات تحكيمية وأخطاء آدمية واردة، لم تعد كذلك، فلا يمكن للهفوات أن تتكرر
مرارا وتكرارا وبنفس الوتيرة وتصب جميعها في صالح نفس الفريقين في كل مرة
ونطلق عليها هفوات وأخطاء آدمية.. هي أخطاء آدمية بالفعل باعتبار الفساد
خطأ آدمي!
في كل مباراة طرفها برشلونة أو ريال مدريد عشرات
من الأخطاء وعشرات من الأهداف من تسلل تحتسب لصالح الكبيرين وعشرات من
ضربات الجزاء لصالحهما وتغاضي عن مئات ضدهما.. أصبح الأمر غير منطقي أبدا
وإذا تمت منطقته فلا يوجد في الدنيا سوى منطق وحيد يبرر الأخطاء المتكررة
بنفس الكيفية لصالح الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة!
هل نحن أمام كالتشيوبولي جديدة تحت مسمى "ليغا
بولي"؟ هل نحن أمام أزمة فساد ضمائر لقضاة الملاعب؟ قد تبرر للحكم الخطأ إن
كان بعيدا أو غير شاهدا على واقعة تسلل أو ضربة جزاء سواء احتسبها أو لم
يحتسبها ولكن ما لا يمكن تبريره أن يكون الحكم شاهدا وقريبا ومضطلعا
ويتغاضى أو يحتسب.. هذا لا يندرج إلا تحت بند التعمد وعندما يصب التعمد
دائما في صالح الكبيرين ففي الأمر "إن"..
قولوا للجميع أنكم لا تريدون سوى ريال مدريد
وبرشلونة، قولوا هذا بصراحة ولتذهب باقي الأندية للجحيم أو تنظم دوري خاص
فيما بينها تلعب فيه وتترك الدنيا فراغا لريال مدريد وبرشلونة، لكن أن يتم
دهس الجميع لعيون الكبيرين فالأمر أصبح مسرحية هذلية مسيرة للجدل والسخرية
والشفقة في آن واحد..
ريال مدريد أفلت من خسارة أمام أتلتيكو مدريد في
مباراة كانت أشبه بحرب أو مصارعة حرة أكثر منها كرة قدم، ولكن بصرف النظر
عن العجن والضرب كان الأداء التحكيمي مثير للدهشة، أداء سيء وقرارات عكسية
كلها تصب في صالح ريال مدريد، ومن قبل الحكام قراراتهم تصب في صالح
برشلونة، لم تعد مسألة تحيز حكام ولكن الأمر خرج عن نطاق السيطرة وهناك
أمور سفلية تتحكم في الأداء التحكيمي لا محالة!
وبالمناسبة فمشاهدة ديربي مدريد أصبح عقاب وليس متعة، حرب هي وليست كرة قدم، ضرب ودهس وكيعان وأقلام، وكرة القدم في أضيق الحدود..
0 التعليقات:
إرسال تعليق